على مرّ تاريخ التطور البشري، لم يكن مسار تطورنا يومًا نحو الخمول. فقد أثبتت الدراسات مرارًا وتكرارًا أن للرياضة فوائد جمّة للجسم، بما في ذلك تحسين جهاز المناعة. تتراجع القدرات البدنية مع التقدم في السن، وجهاز المناعة ليس استثناءً، ونسعى جاهدين لإبطاء هذا التراجع قدر الإمكان. كيف نبطئ تراجع القدرات البدنية؟ ركوب الدراجات وسيلة رائعة. فوضعية الركوب الصحيحة تُبقي الجسم في حالة دعم أثناء التمرين، مما يقلل الضغط على الجهاز العضلي الهيكلي. بالطبع، نولي اهتمامًا لتوازن التمرين (شدته/مدته/تكراره) والراحة/التعافي لتحقيق أقصى استفادة منه في تقوية جهاز المناعة.
فلوريدا - يُدرّب البروفيسور جيمس نخبة راكبي الدراجات الجبلية، لكن نصائحه تُفيد أيضًا الدراجين الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة إلا في عطلات نهاية الأسبوع وأوقات فراغهم. يقول إن السر يكمن في الحفاظ على التوازن: "كما هو الحال في جميع أنواع التدريب، إذا مارست التمارين تدريجيًا، سيتكيف جسمك ببطء مع ضغط زيادة مسافة ركوب الدراجات، وستكون النتائج أفضل. مع ذلك، إذا كنتَ مُتحمّسًا للنجاح وأفرطتَ في التمرين، فسيتباطأ التعافي، وستنخفض مناعتك إلى حدٍ ما، مما يُسهّل على البكتيريا والفيروسات غزو جسمك. لكن البكتيريا والفيروسات لا تستطيع الإفلات، لذا تجنّب مخالطة المرضى أثناء ممارسة الرياضة."
إذا قللت من ركوب الدراجات في فصل الشتاء، فكيف يمكنك تعزيز مناعتك؟
نظراً لقصر ساعات سطوع الشمس، وقلة الطقس الجيد، وصعوبة التخلص من متاعب العناية بالفراش في عطلات نهاية الأسبوع، يُمكن القول إن ركوب الدراجات في الشتاء يُمثل تحدياً كبيراً. إضافةً إلى إجراءات النظافة المذكورة آنفاً، أوضح البروفيسور فلوريدا-جيمس أن الأهم في النهاية هو "التوازن". ويقول: "يجب التأكد من اتباع نظام غذائي متوازن، وموازنة السعرات الحرارية المُتناولة مع السعرات الحرارية المُستهلكة، خاصةً بعد جولة طويلة بالدراجة. كما أن النوم مهم جداً، فهو خطوة ضرورية في عملية التعافي النشط للجسم، وعنصر أساسي في الحفاظ على اللياقة البدنية والأداء الرياضي."
وجدت دراسة أخرى من كلية كينجز كوليدج لندن وجامعة برمنغهام أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تمنع تراجع جهاز المناعة وتحمي الناس من العدوى - على الرغم من أن هذا البحث تم إجراؤه قبل ظهور فيروس كورونا الجديد.
وقد تابعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Aging Cell، 125 من راكبي الدراجات لمسافات طويلة - بعضهم الآن في الستينيات من العمر - ووجدت أن أجهزتهم المناعية كانت مماثلة لتلك الموجودة لدى الشباب في العشرين من العمر.
يعتقد الباحثون أن النشاط البدني في سن الشيخوخة يمكن أن يساعد الناس على الاستجابة بشكل أفضل للقاحات وبالتالي الحماية بشكل أفضل من الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا.
تاريخ النشر: 21 ديسمبر 2022
